الحركات اللاإرادية لدى الطفل

الحركات اللاإرادية لدى الطفل


من المشاهدات التي يلاحظها الأهل لدى أطفالهم هي قيام الطفل أحيانا بحركات غريبة لاإرادية متكررة، مما يشعرهم بالقلق والخوف من أن يكون طفلهم يعاني مرضا عصبيا ما.

ما دعاني لكتابة هاته الأسطر هو قراءتي لسؤال أمّ على مجموعة فيسبوك خاصة للأمهات، إذ تصف حركات لاإرادية تقوم بها طفلتها الرضيعة. وللأسف كانت التعليقات والإجابات كلها تفسيرات خبط عشواء وتوقعات تتعلق بنوع الأكل أو حموضة زائدة في معدة الرضيعة أو التهاب الأذنين أو مشكلة التسنين.. الغريب أن من تجرأن على إجابة الأم الحائرة لسن مختصات في شيء مما ذكرن، والأغرب من هذا هو الأم التي بدل أن تتوجه لطبيب الأطفال توجهت للفيسبوك، و هي بذلك لن تصل إلا لنتيجتين، إما أن تتبنى تشخيصا مهوّلا من تلك التشخيصات (تعليقات الأمهات على الفيسبوك) فتقحم نفسها في دائرة القلق والوسواس، أو أنها ستتبنى تشخيصا مهوّنا مبسّطا للأمر فتطوي الموضوع طيّا و تتجاهله وتتناساه في حين أن ابنتها قد تكون بحاجة إلى رعاية طبية مستعجلة..

وعليه، سنورد هنا وباقتضاب معلومات عن موضوع الحركات اللإرادية.

هناك بعض الحركات الاإرادية التي لا تستدعي الخوف على حال الطفل و هي حركات ستختفي في سن معين، في حين أن هناك حركات تكون بمثابة ضوء أحمر يشير إلى وجود تشنجات ومتلازمات تستدعي التدخل الطبي.

من بين الحركات الاإرادية عند الرضع مثلا:

  • حركة ورجفة اليدين خلال النوم أو بداياته تحديدا، في الغالب لا تحتاج لأي علاج و ستختفي بعد مرور السنة الأولى من عمر الرضيع.

وهي تحدث مع الكبار أيضا، فكثيرا ما نشعر خلال الدخول في النوم بالسقوط فتصدر منا حركات لاإرادية فسرها العلم أيضا بأنها انخفاض درجة حرارة الجسم وأنها ردات فعل من الجسم لكي يستيقظ الشخص ويغطي نفسه لتتعدل حرارته. وهذا مجرد تفسير.

  • حركة نوم الطفل مع شد الرجلين وتشكلهما على شكل مقص، مع تكرار لهاته الحركة خلال نومه، وهي حركة لا إرادية نمطية مثلها مثل مص الأصبع لدى الطفل في عمر معين، ولا تحتاج للتدخل الطبي إذ أنها ستختفي بعد سنة أو أكثر.. بمعنى آخر هي طريقة يحبذها الطفل و يرتاح من خلالها في نومه.
  • حركة رجفة في الكتفين مع إغلاق للعينين وكأن الطفل تذوق طعما حامضا، قد تعتبرحركة لاإرادية عادية إذا أخضعنا الطفل لتخطيط الدماغ و كان سليما ولا يعاني من أي كهرباء زائدة، مع التأكيد على إجراء فحص شامل ودقيق لكل أجهزة الطفل ووظائفها، والتأكد من صحة وتناسب ما يأكله مع سنّه.

بعض الحركات اللاإرادية التي قد تصدر من الطفل قد لا تحتاج أكثر من تدخل حكيم من الأهل أو من مختص نفسي، فقد يكون سببها تقليد لاإرادي من الطفل لشخص آخر شاهده يقوم بنفس الحركات فتبناها هو أيضا و لم يعد يستطيع التخلص منها.

أهم ما نود إيصاله للأهل و للمختصين النفسيين والتربويين من خلال هاته الأسطر هو أن كل ما يتعلق بالحركات اللارادية لا يجب البتة الفصل فيه وتشخيصه سواء بالتهوين أو التهويل ، وأن الشخص الأنسب لهاته المهمة هو طبيب الطفل ابتداء وطبيب الأعصاب ثانيا، فإن كانت كل الفحوصات سليمة هنا يكون دور المختص النفسي أو الأهل عبر إطفاء هاته الحركات لدى طفلهم تدريجيا و بحكمة.

 

        الأخصائية النفسية التربوية: ذ. فاطمة الزهرة رابط
      رئيسة مؤسسة الرائد

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *