ابن خلدون

من المؤسف أن نرى الأجيال الحالية لا تعرف روادها وعلماءها وقاماتها، وحتى إن سمعت بأسمائهم لضرورة تعليمية دراسية مقررة لا مناص لهم منها، فإنهم لا يولون إنجازاتها اهتماما.. رغم ما وصلت إليه هاته القامات من علوم وإنجازات، حتى أننا قد نجد أن الواحد منهم عبارة عن كتلة من العلوم، عبارة عن مجموع علماء من أكبر جامعات العالم و في كل التخصصات.

فهذا ابن خلدون مثلا، مؤسس علم الاجتماع، لم يكن متخصصا في هذا العلم دون غيره من العلوم، بل كان يعمل في عدة مجالات منها علم الاقتصاد، وعلم الإنسان وعلم الفلسفة، وعلم السياسة وغيرها..

وله العديد من المؤلفات الخالدة منها: كتاب العبر في المبتدأ والخبر في معرفة أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، وشفاء السائل لتهذيب المسائل، ومقدمة ابن خلدون، والتعريف بابن خلدون ورحلاته شرقاً وغرباً.

ابن خلدون كان تونسيا.. كتب مقدمته في الجزائر (المغرب العربي)، وتوفي في مصر (المشرق).. كانت الأرض كلها بلادهم وكان طلب العلم والمعرفة ونشرهما جوهر انتمائهم!

خلّدهم التاريخ لأنهم لم يكونوا يريدون ذلك!

خلّدهم التاريخ لأنهم كانوا بحقّ خداما للعلم!

خلّدهم التاريخ لأنهم لم يكونوا يركضون خلف شهادات ومصالح دنيوية ضيقة!

خلّدهم التاريخ رغم أن وسائل التنقل قديما كانت محدودة، و في سفرهم و ترحالهم مشقات وتضحيات، على عكس زماننا هذا اقتربت المسافات واختُصرت الطرقات والأوقات (بسبب وسائل السفر المريحة والسريعة، و وسائل التواصل)، إلا أنه شتان بينهم وبيننا!

من أقوال ابن خلدون:

“إن اللغة أحد وجهي الفكر، فإذا لم تكن لنا لغة تامة صحيحة، فليس يكون لنا فكر تام صحيح.”

“إن التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار، ولكن في باطنه نظر وتحقيق.”

“المغلوب مولع دائماً بتقليد الغالب.”

“للبقاع تأثير على الطباع، فكلما كانت البقعة من الارض ندية مزهرة أثرت على طبع ساكنيها بالرقة.”

“شعور الإنسان بجهله ضرب من ضروب المعرفة.”

“إن الظلم لا يقدر عليه إلا من يقدر عليه.”

 الأخصائية النفسية: ذ. فاطمة الزهرة رابط (رئيسة مؤسسة الرائـد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *