Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the vertically-scroll-rss-feed domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/alraed45/public_html/wp-includes/functions.php on line 6114
الفيروس “راء”.. فيروس قاتل يبيد الأشخاص والأمم والحضارات – مؤسسة الرائد

الفيروس “راء”.. فيروس قاتل يبيد الأشخاص والأمم والحضارات

الفيروس “راء”.. فيروس قاتل يبيد الأشخاص والأمم والحضارات


كما تشكو الأجساد من العلل ويصيبها السقم فتضعف وتتداعى فيها أعضاؤها سهرا وحمى وأنينا، فكذلكم الأمم تصيبها الأمراض والعلل. ومن هذه العلل ما يكون طارئا وخفيفا يزول ببعض الرعاية، ومنها ما قد يكون طاعونا وموتا أسودا لا نجاة منه البتة.

كثيرة هي أمراض الأمم والعلل التي قد تصيبها، ولكنها ليست كأمراض الجسد، فهي تتكرر مع كل حقبة، ونكاد لا نجد لجسد أمتنا – من بين الأمم – مناعة وصلابة تحميها وتعود بها إلى أيام مجدها وعنفوانها وسلامة كيانها وشموخها.. ولعل ما يبقيها قائمة هو ارتباطها برسالة الإسلام والقرآن ووعد الحق فقط.

من العلل التي عمّت وانتشرت في جسد أمتنا الفيروس “راء” وهو اختصار لمصطلح الرداءة.

فأينما ولّينا وجوهنا شاهدنا وعايشنا فيروس الرداءة وهو ينخر جسد أمتنا، وقد تعوّد عليه الناس وألفوه حتى كأنه أصبح لصيقا بها، بل وقد يستغربون شفاءها منه يوما!

أذكر حينما كنا أطفالا كثيرا ما كررنا في المدرسة حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)، ثم علمونا أن الإتقان معناه الإحكام، وتمامه الإحسان، وأن الله تعالى يقول في محكم التنزيل: ﴿هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾، وقد قال أهل التفسير: أي ما جزاء من أتقن عمله وأحسنه في الدنيا إلا أن يحسن إليه في الآخرة؟ فلمَ لا نحسن ولا نتقن؟!

لقد طالت الرداءة تعاملاتنا كافة..

مع أنفسنا.. ومع غيرنا..

حتى في علاقاتنا الأسرية أصبحنا نكرس للرداءة، نطفّف ولا نتقن ولا نحسن ونبدع في إتمام ما علينا من مسؤوليات.

في عِلمنا، نتعلم ما هبّ ودبّ، وحتى ممن هبّ ودبّ أحيانا، نركّز غالبا على المسميات والشهادات والألقاب، لا على جوهر وأساس العلم ورساليّته المقدسة.

في عَملنا، في وظائفنا ومهامنا.. نتظاهر بالإنجاز، وإذا أنجزنا فلأجل حساباتنا الضيقة والمادية غالبا.. بدليل إذا لم نجد مقابلا لن ننجز أصلا..

استفحلت الرداءة وعمّت، وما خفّت.. كل هذا ونحن نُنَظّر ونتفَيْهَق،ونسبّ الزمان والحال والمآل.. وكأننا غير مدركين بأن السفينة لا تبحر لوحدها بل هناك من يوجهها ويقودها، فإما أن يوصلها إلى بر الأمان وإما أن يغرقها!

ماذا لو أتقنّا وأحسنّا؟ كيف ستصبح كفة أمتنا؟ ألن ترجح وتغلب؟

لماذا استفحل فينا الفيروس “راء”؟

لا يفوتنا في الأخير إلا أن نذكر بقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا قال الرجل: هلك الناس فهو أهلكهم) وهي بروايتين، بفتح الكاف وضمّه.. وليس كلامنا عن الرداءة واستفحالها من باب التثبيط أو توجيه الاتهام.. بل هو لفت انتباه إلى أنين أمتنا من وباء أصابها. وباءٌ يتسبب فيه كل فرد منا دون شعور ربما.. فوجب التنبيه وأن يُذكّر بعضنا بعضاَ..

قال تعالى: ﴿وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *