Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the vertically-scroll-rss-feed domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/alraed45/public_html/wp-includes/functions.php on line 6114
طفلي وأضحية العيد -محاذير ونصائح- – مؤسسة الرائد

طفلي وأضحية العيد -محاذير ونصائح-

للأمة الإسلامية عيدان، عيد الفطر وعيد الأضحى؛ وهما مناسبتان مقدستان شرع الله فيهما شعائر وآداب محددة، كما وأوصى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بإظهار السرور، والتوسعة على النفس والأهل فيهما بما يسر الله وأحلّ.

وكما هو معلوم؛ فإن عيد الأضحى هو مناسبة يفدي فيها المسلم بأضحية طاعة لله. ولكن الأهل ومن شدة سرورهم يشاركون أطفالهم بحيثيات هذه المناسبة متناسين حقيقة اختلاف وعي وإدراك أطفالهم عن وعيهم وإدراكهم هم كراشدين. فأول المظاهر أن يرافق الطفل والده لابتياع الأضحية ثم التقاط الصور طوال فترة ما قبل العيد فيألف الطفل هذا الحيوان كإيلافه لحيوانه المفضل، أو حتى قد يشاهد حيثيات ذبح الأضحية يوم العيد؛ وليس تفكير الطفل كتفكير الراشد البتة..

فالطفل إذا لم يكن مجهزا من طرف أهله، فهو سيعتبر الأضحية (الشاة) حيوانا أليفا تم اقتناؤه للتسلية والاستئناس.. مثله مثل القط، الفرق في نظره هو حجم الحيوان فقط! ولن يتقبل فيما بعد فكرة ذبح هذا الرفيق الجديد!

مظاهر الفرح ستكون بليغة وبادية على الطفل، إلى أن يتم إبلاغه بأنهم ذبحوا الأضحية،والأمرُّ من هذا أن يعرّضوه لمشهد الذبح متناسين عمره ووعيه، فليس بإمكانه استيعابه وترجمة معانيه في دماغه إلا بأنه سلوك عنيف وقاس قد يقلب حياته رأسا على عقب؛ فمن وجهة نظره الطفولية فإنه قد تم قتل صديقه الجديد؛ صدمة وزلزال عاطفي وذهني كبير.. مما سيعرضه للعديد من المشاكل النفسية والسلوكية، منها:

  • الخوف من الأهل واعتبارهم قساة ومصدر خطر، خاصة إن كان الذي قام بعملية الذبح أمام الطفل هو الوالد، والذي يعتبره الطفل مصدر الأمان.
  • الإحساس بأن الأهل لم يراعوا مشاعره وذبحوا الأضحية رغم تعلقه بها، وبأنهم تجاهلوا شعوره؛ كما تسببوا لها بالألم والموت.
  • صدمة رؤية الطفل للدم قد تسبب لديه الهيموفوبيا (فوبيا الدم)، أي الكثير من المشكلات والمعيقات والحرج للطفل في صغره وبعد الكِبر.
  • الكوابيس والأحلام والمزعجة، والخوف من الدخول في النوم، ومن النوم منفردا، ومن النوم في الظلام، وغيرها من اضطرابات النوم.
  • قد يصاب بالتبلد العاطفي، مما قد ينتج طفلا غير متعاطف، ثم شخصية عدوانية ومؤذية تستسهل استخدام السلاح عند كِبرها.
  • الشعور بالعجز وقلة الحيلة والانهزامية، وبأنه شخص على الهامش لن يؤخذ بطلبه وتوسلاته.
  • قد يحاول الطفل تقليد ما شاهده ويعرض نفسه وغيره للخطر المحقق.
  • قد ينفر الطفل -من شدة تعاطفه مع الأضحية- من تناول اللحوم بشكل دائم، ويحدث بهذا خلل في نظامه الغذائي.
  • على المستوى الديني والعقائدي أيضا قد يتضرر الطفل، حيث قد يسجل الموقف في ذهنه على أنه شعيرة عنيفة، مما قد يدفعه لما لا يحمد عقباه في كِبرِه.

مثل هذه المشكلات توجب على الأهل التفكير مليا لاستثمار المناسبات في بناء كيان الطفل وشخصيته، والحذر من كل تقصير أو إهمال للتفاصيل التي قد تهدم كيانه أو تنتج شخصية مريضة أو مهزوزة.

وهنا بعض النصائح التي على الأهل الأخذ بها في احتفالهم بعيد الأضحى المبارك:

  • أن يتسلح الأهل بالوعي والمعرفة لتعليم الطفل معاني عيد الأضحى قبل حلوله.
  • سعة الصدر واستقبال أسئلة الطفل بكل تشجيع، ومحاورته بمستواه العقلي هو لا بمستوى الكبار.
  • الاستعانة بقصص القرآن الكريم للأطفال لشرح قصة سيدنا إبراهيم وإسماعيل وكبش الفداء.
  • أن نشرح للطفل أن الأضحية نقتنيها لنوزع لحمها على الفقراء والمحتاجين ونشاركهم الفرحة، بعيدا كل البعد عن أنها حيوان أليف أوالسماح بتكوين علاقة بين الطفل وبين الأضحية كمثل علاقته بقطته في البيت مثلا؛ ومن هنا فمن الأفضل ألا يتم جلب الأضحية للبيت إلا ليلة العيد مثلا.
  • أن يشارك الطفل في تجهيز أدوات توزيع اللحم من أكياس مثلا، دون أن يشاهد أدوات الذبح.
  • أن يتم ذبح الأضحية بعيدا عن ناظر الطفل.
  • أن نشركه في توزيع لحم الأضحية على الفقراء والمساكين وأن نستشعر أمامه في كل لحظة معاني هذا العيد وهذه الشعيرة المقدسة، وثوابها عند الله.
  • أن ننصت لأطفالنا ونشجعهم على التعبير عن مشاعرهم وآرائهم دون تهكم أو تجريم لأفكارهم الطفولية، وأن نصوبها بأسلوب رقيق رفيق يرحم حداثة سنهم وبراءتهم.

في الأخير؛ فإننا نذكر الأهل بأن الأعياد هي فرصة سعيدة لهم ولأطفالهم، وبأنه عليهم استغلالها بشكل جيد لتوطيد العلاقة الأسرية وتعليمهم القيم المستهدفة من خلال هاته الشعائر؛ وبأن دوام التعلم من أوجب واجبات الأهل، ومن حقوق أطفالهم عليهم، وبأن التفاصيل الصغيرة التي قد يمرون عليها مرور الكرام قد تكون مفصلية وخطيرة جدا. كما أن طلب الاستشارة من المختصين لا يجب أن يكون فقط بعد حدوث الكارثة، بل حتى لا تحدث من الأساس!

*ودمتم وأطفالكم سالمين*

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *