من الاستشارات:
خلال استشارة سريعة، إحدى الأمهات تسأل: إبني خجول، منطوي، أشعر أن شخصيته مهتزة ويحس بالنقص، ليس لديه ثقة بنفسه، أخشى أن يكون يعاني من التوحد!
جميل هو انتشار العلم ووصوله لمختلف الفئات، و جميل هو وعي الأهل، ولكن مزعج ومرعب جدا الوضع الذي وصلت إليه أسرنا..
قد تجد الكل محللا في علوم وتخصصات متعددة (خاصة الطب وعلم النفس وعلوم التربية) فيجني على أطفاله وبالا..
العديد من الأمهات صنفن أطفالهن وعاملوهم على أساس أنهم يعانون من اضطرابات هم بالأساس لا علاقة لهم بها..
كمثال على ذلك استشارة الأم أعلاه .. شخّصت في ابنها عدة مشكلات و اضطرابات، و لكنه في الحقيقة ما هو إلا طفل صغير لم يتعدى السنتين ونصف السنة!
ولكن بمشاهدتنا له في الواقع، كل تصرفاته كانت توحي بأنه طفل طبيعي من حيث التواصل البصري والسمع و التوازن والادراك والاستجابة وغيرها من القدرات.. هو فقط يعاني من حساسية طبيعية تجاه المحيط الخارجي إذ أن والدته تعمل في محل وتحضره معها، ويبقى معها طوال اليوم في المحل! وطبعا الطفل في هذا السن لا يستوعب هذا الكم من الزبائن والأفراد، وهي تنتظر منه أن يتعامل معهم وكأنهم أهله ويقبل بملاعبتهم له ويقبّلهم ويستجيب لهم.. في حين أنه لا يزال في مرحلة لا يدرك فيها أنه و أمه شخصين اثنين وليسا فردا واحدا!.
المقصد من الكلام..
إرحموا أطفالكم.. لا ترعبكم قصص قرأتموها بالفيسبوك و غيره عن أطفال يعانون اضطرابات فتتحسسون كل شيء في أطفالكم، فتُحدثوا أنتم بحرصكم الزائد هذا أثرا سلبيا على نموهم السوي والطبيعي.
وبشكل عام، سواء في العمل مع أطفال أو راشدين، فإنه بين الخجل والحياء والانطوائية والانسحابية وقلة الثقة بالنفس وإنخفاض مستوى الذكاء الاجتماعي والتوحد والاكتئاب والنرجسية الخفية وغيرها الكثير من الاضطرابات أو الظواهر أو المشكلات، بينها العديد من العوامل المشتركة، مما يحدث التباسا أحيانا حتى لدى المختص، لذلك لا تشخصوا أحدا، لا تصنفوا أحدا، ولكن استعينوا بمختصين أكفاء،لهم خبرة وباع طويل واطلاع مستمر..
نستقبل استشاراتكم النفسية والتربوية والأسرية عبر الايميل التالي:
secretariat@alraed.org