لا لانتهاك الطفولة

في زمن ليس ببعيد كنا نستغرب مشهد طفل عتّال يقاوم سنّه وظروف معيشته ويحاول إقناع نفسه ومستخدميه بأنه قادر على العمل! وكنا نستغرب أكثر من ظاهرة استخدام الأطفال في التسول!

أما اليوم، فقد كثرت الظواهر الغريبة وتعاظمت وباتت معهودة مألوفة لدرجة قبولها والسكوت عنها!

من بين هاته الظواهر ظاهرة استخدام الأطفال والقصر في وسائل التواصل الاجتماعي لكسب الشهرة والمال.. أصبحنا كلما فتحنا هواتفنا لنلقي نظرة على العالم من خلال منصات التواصل يطل علينا الأطفال والقصر  بين راقص ومهرج ومتسول لا يكاد يتوقف عن تكرار كلمة (كبّسوا) خلال بثه  المباشر الذي يرمي من خلاله كسب المال.. وطبعا أغلب هاته الحالات تكون بحضور الأولياء وموافقتهم وتشجيعهم وترتيب منهم!

السؤال المطروح ها هنا لهاته الفئة من الأولياء:

ما الفرق بينك وبين من يحمل طفله ويتسول به في الشوارع؟

هل تعلم أنك أنت لمسؤول عن ابنك والانفاق عليه لا هو؟

هل تعلم حجم الضرر الذي ستتسبب فيه لابنك أو ابنتك كمثل تعريضه للتنمر، والاستغلال، التوتر والإجهاد، إمتهان كرامته وتعريضه للإهانة خاصة بما يسمى بلغتكم (التحديات خلال البث المباشر)، والتحرش، والتعرف على  الغث والسمين والدخول في علاقات لا يمكن ضبطها لاحقا لا من ناحية الكم و لا النوع، أيضا قد تعرضه للتهديد، و الأدهى والأمر أنك قد ساهمت في سلب خصوصيته وانتهاك طفولته؟

استثمروا في أطفالكم استثمارا دائما عبر تعليمهم العلم النافع، و أن تكونوا لهم قدوة صالحة، علموهم الحفاظ على أنفسهم وخصوصيتهم وكرامتهم، علموهم أن المال وسيلة وليس غاية، أشعروهم بالأمان بقيامكم بأدوراكم و لا تقحموهم في معارك الحياة وهم لا زالوا أطفالا..

حافظوا على طفولتهم ليحافظوا على شيخوختكم..

 الأخصائية النفسية: ذ. فاطمة الزهرة رابط (رئيسة مؤسسة الرائـد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *